صِناعةُ الفَرح.!
يوسف بخيت الزهراني*
الصناعةُ كل علم أو فن مارسه الإنسان،حتى يمهر فيه ويصبح حرفةً له.
ذلكم هو تعريف الصناعة، أما معنى الفرح فلا أظنه يخفى على أحد،حتى الإنسان الذي تجرّع كميةً كبيرة من التعاسة في حياته،فهو أدرى الناس بالفرح، وإن تناول منه ملعقةً صغيرة؛فستغدو في فمه أحلى من الشهد.!
هيا بنا ننطلق للحديث عن صفات أحبابنا صانعي الفرح،وماالذي جعلهم للفرح صانعين؟وللبهجة سفراء؟
أهم تلك الصفات وأولاها: الذكاء.
فصانع الفرح شخصٌ متّقد الذكاء،يتقن الربط المنطقي بين المواقف ودلالاتها البعيدة والقريبة،وبين المعاني المتعدّدة للجُملة الواحدة، بل يتوقّع النتيجة المضحكة لما سيقوله، أو ماسيفعله،مع حرصه الشديد على عدم إحراج أحد،وإن وقع منه ذلك سهوا،بادر بروعته إلى الاعتذار وإبداء الأسف.!
ولهذا أقول:الفرح صناعة لايتقنها إلا الأذكياء،أما الأغبياء فيسبّبون النكد لمجتمعٍ بأكمله،فاختاروا لأنفسكم مع من تكونون.!
ثاني الصفات لحبيبنا صانع الفرح،هي النية الصافية والروح الشفافة، التي ترسم ابتساماتٍ دائمة،وتنسجُ خيالاتٍ فاتنة،مملوءة بالضحك اللا منقطع.!
فالشخص الذي يحسن الظن بالناس لاأعداء له، وبدلاً من أن يشغل عقله وقلبه بالأحقاد، انشغل بالتأمّل في الحياة والناس،فأنتج لنا مفارقاتٍ كوميدية عن حياتنا، وكيفية تصرفنا بغباء في بعض المواقف،دون أن نشعر.!
وبالله عليكم،كيف لمن امتلأ قلبه سواداً أن يصنع فرحا؟! لاشك بأن فاقد الشيء لايعطيه.
وصانعو الفرح هم بشرٌ مثلنا،لديهم آلامهم وجروحهم،لكن سمو أرواحهم وتعاليهم فوق أوجاعهم؛جعلاهم يؤثرون نشر البهجة،بدلاً من الانطلاق في التشكي الذي لايرون فائدةً تُرجى منه،فما أجمَلهم من أُناس، وماأحرانا بأن نحافظ على علاقاتنا بهم.!
ودعوني أزيدكم من الشعر بيتا،ومن الدهشة قَصرا،وأخبركم بأن هناك نوعاً مميزاً من صانعي الفرح،إنهم المبهجون الحُكماء.
وهم أولئك الذين يخلطون الطرفة بالحكمة،ثم يعجنونهما بماء الوعي والتجربة الحياتية،ليطعمونا خُبز المعرفة والسعادة.!
مع هؤلاء نمارس أمرين رائعين:الضحك والتأمل.
وأنا لديّ واحدٌ منهم،إنه الصديق:صالح الزهراني، الذي تمتدّ معرفتي به لسنين عدة،وهو شخصٌ مذهلٌ بحضوره وتعاطيه للمواضيع،حيث يتناولها من زاويتين،الأولى: التحليل المنطقي بالحُجج والبراهين،والثانية:
تناول المواضيع بطريقة كوميدية تهكمية،وصولاً إلى إقناع المستمع،مع إغراقه في الضحك.!
ويتبادر للذهن هذا السؤال:
هل صناعة الفرح تقتصر على من كان ذكياً حكيماً فحسب؟!
وهو بلاريب سؤالٌ مشروع ورأيٌ مسموع، والإجابة عليه تكمل لنا فهم الموضوع.!
وجواباً أقول:لا،فبيننا الكثير من البسطاء،وهم رائعون ببساطتهم،
صادقون في حديثهم، يعلّقون على المواقف والأشخاص بأساليبهم البسيطة،فيصيبون كبد الحقيقة،وينتزعون ضحكاتنا بأيسر طريقة.! لكن الفرق بين أولئك وهؤلاء،كالفرق بين من يحترف لعب كرة القدم، ومن يُمارسها هواية.!
ــــــ
نقلاً عن صحيفة مكَّة (الورقيّة)
للتواصُل مع الكاتب:
تويتر yba13@
بريد إليكتروني:
anayba2013@gmail.com
ـــــــ
*كاتب بصحيفة مكَّة (الورقيّة)
في صفحة الرأي
كل أربعاء
أحمد الفارسي
ردحذفالأستاذ الفاضل يوسف الزهراني
صاحب القلم المُبدع
كم أحترمك يارجُل،وكم أنتظر مقالك كل أربعاء.
لك عندي كلمة لابد أن أقولها..
أنتَ ياأستاذ يوسف ربما تكون الكاتب الوحيد الذي يكتب المواضيع الوجدانية ويتناولها باحتراف وتمكن كبيرين.
فكل ماأقرؤه في صحافتنا مواضيع مكررة مستهلكة لاجديد ولاتميز بها.
وهنا طرفة صغيرة أود أن أقولها لك ولمن يقرأ
أنا أقرأ مقالك بمدونتك هنا ثم أذهب إلى الموقع الإلكتروني لصحيفة مكة الورقية وأقرأ مقالك ثم أشتري الصحيفة الورقية في صباح يوم الأربعاء لمطالعة مقالك والاحتفاظ بالصحيفة..
دعواتي لك بمزيد التوفيق
وشكراً جزيلاً لحضرتك.
http://www.makkahnewspaper.com/makkahNews/writing22/101327.html
كاتبنا المبدع يوسف الزهراني
ردحذفانا من اكثر المعجبين بأسلوبك وكتاباتك واحترافك الكتابي. استمر بهذه الكتابات التي تبث بداخلنا البهجه والامل لان اسلوبك بحد ذاته فرح
بارك الله فيك وزادك من علمه.
ملك
ردحذفأهنئك استاذ يوسف على الروعه وأعمدة الثبات والاسلوب المتميز المنفرد الذي تقيم عليه مقالاتك وبالتالي تصل بسهوله إلى قلوبنا.
ثق أنك من رواد صانعي الفرح لقراءك وذالك بثقافتك العامه، وتوجهك الإنساني النبيل في أغلب مواضيعك،
فأنت تضعنا مع كل مقال في أجواء جميله تأسرنا بجمال أفكارك قبل أن تأسرنا كلماتك التي تودع للصفحه روحاً.
بارك الله فيك يابو خالد انت المميز دائما بكتاباتك التي هي حقا تصنع الفرح لدينا ولكن ألا يوجد لديك صديق آخر يصنع الفرح بحكمه اسمه فيصل هههههه تقبل تحياتي
ردحذف