الأربعاء، 18 فبراير 2015

مُكوِّنات السَّعادة.!

مُكوِّنات السَّعادة.!

يوسف بخيت الزهراني*

السّعادةُ مطلبُ الصغير والكبير، وأُمنية الصعلوك والأمير، وهدفُ كل إنسان على هذه الأرض يسير.!
ولكل منهم طريقه الذي اختاره للوصول إليها، وهو من يقرّر لاحقا، صوابَ اختياره لذلك الطريق أو خطأَه.
وبرأيي فإن مكونات السعادة لا تخرُج عن أربعة أمور:
أولها:الأشخاص، فكم حولنا من أشخاص يُسهمون حقيقةً في تكوين سعادتنا، والمقصود هنا هم الأشخاص الذين لنا معهم تعامل مكاني، أو أولئك الذين جعلنا منهم قُدوات فكرية وحياتية، واندفعنا نحوهم، محبّين لهم، مقلّدين لخطواتهم، معتنقين لأفكارهم.
وأقولُ سريعا:الواجب أن يراجعَ الإنسانُ نفسَه من حينٍ لآخر، ليتأكّد هل أصاب بمنحه أولئك الأشخاص حيزاً في عقله وزوايا قلبه.!
أم أن حاله معهم كحال ذلك الشاعر الذليل، الذي أعزّ محبوبَه الحُب، بينما بقي هو يتوسّلُ إلى المحبوب أن يُحبه حين قال:
يا مَن هواهُ أعزهُ وأذلّني
كيف السبيلُ إلى وصالكَ دُلّني؟!
ثاني مكونات السعادة، هي الأفكارُ التي يعيشُ بها ومن أجلها الإنسان، فإذا اعتمدنا على مقولة ديكارت: أنا أفكّر إذن أنا موجود، وأسقطناها على الواقع الحياتي، فسنجد العديد من البشر لا وجودَ لهم، لأنهم بلا تفكير ولا أفكار.!
بل إن كثيرين قد استسلموا، وتوهّموا السعادةَ في أفكارٍ ربما كانت صواباً في زمن ما، أو لعلّها مجرد أوهام عاشوا عليها زمناً طويلا، والأشدُّ ألماً من ذلك، مَن سلّم عقلَه لغيره طوعا، ليفكّر ويختار نيابةً عنه.!
وليعيش النعيم الزائف، الذي وصفه المتنبّي بقوله:
ذو العقلِ يشقى في النعيمِ بعقلهِ
وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ يَنعمُ.!
وصلنا الآن إلى المكوّن الثالث للسعادة، إنها المواقف، فكم من مواقف عشناها، وتركتْ بنا سعادةً دائمة.!
خاصة تلك التي تعود لسنين الوعي المبكّر وبداية الإدراك، والتي تبدأ عادة مع سنين الطفولة والالتحاق بالمدرسة، فهل ننسى مواقف والدينا ومعلّمينا الإيجابية، التي صَبّت في عقولنا وأرواحنا كميةً هائلةً من السعادة والنشوة؟!
أما ما عايشناه تالياً من مواقف سلبية، في الطفولة أو في سنين العُمر اللاحقة، فمن الضروري التخلص من تأثيرها على سعادتنا، وتركها بعيداً في الزمن الذي حدثت به.
آخر مكونات السعادة هي الأشياء التي نملكها، ولعل أكثر الأمثلة وضوحاً عليها هي هواتفنا الذكيّة التي لا تفارقنا، فتعاملنا الإيجابي معها يجعل منها مكوناً حقيقياً للسعادة، وذلك متى ما جعلناها مصدراً لإشاعة السعادة في وجدان من نحبهم، بتبادل عذب الكلام معهم، ومشاركتهم صادق المشاعر.
ومن تلك الأشياء أيضا:الأموال، بصحّة اكتسابها وحُسن إنفاقها، يقولُ الشاعر:
ولستُ أرى السعادةَ جمعَ مالٍ
ولكنَّ التقيَّ هو السعيدُ.!
وهكذا تهرُب مني المساحة، وينقضي معكم الزمنُ السعيد سريعا، لكن تذكّروا أن بعضَ الناس من مكوّنات السعادة، وعندما تفتحون عبوةً للسعادة، شاهدوا المكوّنات، ستجدون أسماءَهم ضمنها.!

ـــــــ
نقلاً عن صحيفة مكَّة (الورقيّة)

للمزيد من المقالات، يمكنكم لمس صورة الكاتب الشخصية أعلى هذه الصفحة.

للتواصُل مع الكاتب:

تويتر yba13@

بريد إليكتروني:
anayba2013@gmail.com
ـــــــ
*كاتب بصحيفة مكَّة (الورقيّة)
في صفحة الرأي
كل أربعاء.

هناك 12 تعليقًا:

  1. يوسف بخيت الزهراني
    الباحة - المملكة العربية السعودية

    السلام عليكم..
    أهلا وسهلا بجميع الأصدقاء
    ها نحن نلتقي مجددا، مع مقال يزدان جمالا بقراءاتكم وتعليقاتكم.
    فلكم من صاحبكم الشكر والتقدير، على دعمكم المستمر ووفائكم الدائم.
    وتأكدوا أنكم من مكونات السعادة عندي.
    لا عدمتكم أصدقاء أوفياء، بتواصلكم الرائع تبقى حروفي، وبنقدكم الصادق أغدو أجمل.!
    دامت عليكم السعادة، ولكم وافر شكري وصادق محبتي.

    طريقة التعليق على المقال هكذا:
    الذهاب تحت المقال
    ثم نختار: إرسال تعليق
    ونكتب التعليق الذي نريده، مع ضرورة كتابة الاسم والمدينة.
    ثم نذهب إلى خانة: التعليق باسم
    ومنها نختار: مجهول
    وربما نضع علامة صح في مربع صغير
    أو إدخال رمز بحروف إنجليزية
    ثم: نشر
    شكرا جزيلا، وبالتوفيق للجميع.

    ردحذف
  2. فارس عبالرحمن - مكة المكرمة

    إبداع جديد لكاتبنا الوجداني الأجمل
    الأستاذ يوسف الزهراني
    وموضوع مبتكر، بفكرة عبقرية من هذا الإنسان الصادق
    والوفي مع متابعيه، أتقدم لك أستاذ يوسف بالتهنئة الخالصة
    على هذه المحبة التي تزيد لك يوما بعد يوم في قلوب قرائك الذين يبادلونك
    محبتك الصادقة لهم، بوفائهم ومحبتهم لكتاباتك التي تنساب صدقا وروعة.
    هنيئا لك هذا الرصيد بقلوبنا جميعا، انطلق يا سفير الأمل
    وواصل هذه الأفكار الكتابية المبتكرة، فأنت صاحب رقي في أخلاقك كما ألاحظك في تويتر،
    وعطاؤك الكتابي متميز جدا، كما يشهد بذلك انتشار مقالاتك عبر وسائل التواصل المختلفة.
    شكرا لمشاعرك الصادقة في تعليقك الكريم أعلاه.
    وهذا الفعل الراقي لم أشاهده من أي كاتب، بأن يكون هو أول المعلقين على مقاله دائما، ويوجه
    التحية والتقدير لقرائه ومتابعيه.
    وبعد هذا كله أقول: ألا يستحق يوسف الزهراني المحبة والمتابعة؟!
    نعم وألف نعم!!

    ردحذف
  3. أم خالد - الباحة

    زوجي الغالي
    لقد أبدعت وأحرزت تقدما مبهرا في جميع ما كتبته أناملك المبدعة.
    وأسهمت في نشر الأمل والتفاؤل والدهشة والفرح والسعادة
    في قلبي أولا، وقلوب أفراد عائلتك، وقلوب قرائك ومتابعيك.
    فاستمر يا عزيزي في العطاء، وإلى الأمام دائما وأبدا
    مع صادق دعواتي لك بالتوفيق يا حبيبي.
    زوجتك المحبة: أم خالد.

    ردحذف
  4. محمود عبدالغني - القاهرة

    التحية والتقدير لحضرتك يا أستاذ يوسف
    أنت مبدع حقيقي بفكر ووعي راقيين
    شكرا جزيلا لك في كل ما تكتب..

    ردحذف
  5. حمد عبالله - الرياض

    إبدااااع بلا حدوووود
    أفكاااار راااائعة
    كاتب محترم يستحق المتابعة بتويتر yba13@
    إنه الأستاذ الفاضل أخلاقا والمتميز إبداعا
    يوسف الزهراني

    ردحذف
  6. سعيد العجمي - الكويت

    يا سلام يا سلام يا سلام
    ما شاء الله لا قوة إلا بالله
    ما هذا الإبداع يا أستاذ يوسف؟!!
    والله إنك أفضل من عشرات الذين يكتبون كلاما مكررا
    من عدة سنوات.
    في كل أسبوع تفاجئنا بفكرة جديدة وعطاء متجدد
    استمر أيها المبدع.

    ردحذف
  7. عبدالعزيز شكري - الجزائر

    الأستاذ المحترم يوسف الزهراني
    سلامي وتحيتي لك
    أتابع كتاباتك المستنيرة، ويسرني أن أبدي إعجابي بما أقرؤه لحضرتك
    وما تمتاز به مقالاتك الوجدانية من صدق في الطرح وتجدد في الأفكار
    وهذا يحقق لك القبول والمتابعة في أرجاء الوطن العربي
    فهنيئا لنا بهذا القلم الأصيل إبداعا، وهذا الشعور الإنساني الصادق.

    ردحذف
  8. سامية محمد - جدة

    أفكار متجددة
    شعور إنساني نبيل
    وفاء مع القراء والمتابعين
    ذكاء وعبقرية
    أخلاق راقية
    أسلوب مذهل
    فهل عرفتموه؟!
    نعم، إنه الإنسان الأروع صاحب القلم المبدع
    الأستاذ المحترم يوسف الزهراني وفقه الله

    ردحذف
  9. أحمد عبدالرحمن - طالب مبتعث في لندن

    أستاذي المحترم يوسف الزهراني
    أتابع كتاباتك بصحيفة مكة الورقية
    والتي تضعها حضرتك في مدونتك هنا باستمرار
    كما أنني من متابعي حسابك بتويتر yba13@
    وفي كل ما أقرؤه لك أجد المتعة والفائدة والابتكار في الأفكار
    وفقك الله للمزيد والمزيد من الإبداااع

    ردحذف
  10. ملك /جده


    "علينا أن نشخص مناطق السعاده ونحدد إيجابية الأهداف في ذاتنا وندفعها دائما نحو الأفضل ونحقق أكبر قدر ممكن من الشعور بها لنضمن لأنفسنا حياة أفضل "

    مكونات السعاده مقال يستحق الإشادة وكاتب يستحق الثناء،

    فكما تعودنا منك كاتبنا المتميز فانت تبهرنا دائما باختياراتك الموفقه للمواضيع وتميز أفكارك وانتقاء مفرداتك المبهر فما نلاحظه انك دائم التجديد بما تملكه من خيال يجعلنا لانريد أن نكف عن متابعة مقالاتك ، ففي كل مقال تأسرنا بإحساس مختلف وتنقلنا إلى عالم مليىء بالأمل والتفاؤل والسعادة تخلط فيه جمال أفكارك وروعة وجدانك ورقي انسانيتك فتصنع لنا مقالا مختلف بجمال المضمون ورفقة الأمل.
    استمر على ما أنت عليه ويارب من نجاح إلى أفضل .

    ردحذف
  11. عبدالعزيز الزهراني ـ تبوك

    إبداعٌ جديد يُضاف لإبداعات كاتبنا المتجدّد في أفكاره والمتميز في أسلوبه..
    شكراً جزيلاً أستاذ يوسف لإحساسك الإنساني الذي يتلمّس فينا نواحي الوجع فيداويها، ويفتح لعقولنا وقلوبنا نوافذ الأمل.
    وكما قال غيري في التعليقات السابقة، أنتَ بكل أمانة متفرد ومتميز وتختلف عن كل كُتاب المقالات..
    ولا أبالغ إذا شبّهتُ كتاباتك بكتابات الأديب الكبير
    مصطفى لطفي المنفلوطي رحمه الله
    الذي أثرى المكتبة العربية بسلسلة من مؤلفاته وترجماته الأدبية.
    أمنياتي الصادقة لحضرتك بالمزيد من التقدم
    وأن تظلل السعادةُ حياتك، مثلما تسعدنا بمقالاتك وتغريداتك في حسابك بتويتر.
    أعتذرُ عن الإطالة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    ردحذف
  12. ماجد الزهراني - الباحة


    مقالٌ رائع ، ودليلٌ وافرٌ لمكونات السعادة .
    فمع كل نقطة ذكرتها حول مكونات السعادة ، يشردُ ذهني ليتذكر أولئك الأشخاص ، وتلك الأفكار والمواقف والأشياء التي أسعدتني ، فدائمًا ما تنقلنا مقالاتك إلى هناك حيث الحنين الممزوج بالسعادة والإشتياق .
    صديقي وزميلي يوسف .. أنت حقًا من مكونات السعادة ، ولا أنسى ماقلته لي ( على الإفطار )

    كتبت فتألقت .
    وننتظر مقالك القادم بكل لهفه .

    ردحذف