الأربعاء، 4 فبراير 2015

أفراحُنا المُؤجَّلة.!

أفراحُنا المُؤجَّلة.!

يوسف بخيت الزهراني*

أن نؤجّل شراءَ ثوب/فستان جديد،فذلك أمر هيّن، أن نؤخّر وقت إحدى الوجبات فلا بأس، أن نترك إجراء مكالمة هاتفية لوقتٍ لاحق، فلا حرج.!
أما أن نؤجّل أفراحَنا لزمنٍ قد لا ندركه، فتلك كارثةٌ كبرى وجناية عظمى.!
وهو مع - شديد الأسف – ما يفعله كثيرٌ من الناس اليوم بأنفسهم، وذلك حين ينشغلون بالركض المتواصل واللاهث، في طرقات الحياة المعبَّدة منها والوعرة، ناسين أو متناسين أن يَفرحوا، ويُفرحوا معهم من يهمّهم أمرهم.!
يقول الابن: إذا تخرجتُ من الجامعة؛ سأدخل إلى عالم السّعادة.!
وتقول البنت: إذا تزوجتُ؛ ستزورني وفودُ البهجة.!
أما الأم فتقول: لن أبتسم، حتى أرى أبنائي وقد نالوا أفضل المناصب.
وأبوهم يقول: سعادتي لن تتحقّق، حتى أرى ذُرية أبنائي وبناتي.!
ويا لهُ من زمنٍ طويل، ذلك الذي نؤجّل فيه أفراحَنا، ونقضيه في انتظار قادم قد يأتي، وقد يتأخّر وصوله، وربما لا يأتي أبدا، لأي سببٍ من الأسباب.!
نعم، أسمعُ تساؤلكم، وألاحظُ اندهاشَكم أيها القُراء الكرام.
فسائلٌ يسأل: هل هذه حروف صاحبنا سفير الأمل؟!
ومندهشٌ يقول: ما بالك يا يوسف، قد غلب التشاؤمُ على كلماتك في هذا المقال؟!
ولهذا وذاك، ولكم جميعا أقول:سأبقى سفيراً للأمل بإذن الله تعالى، والتفاؤل أسلوبُ حياتي، الذي لن أحيدَ عنه
ما بقيتُ بمشيئة الرحمن.
ولستُ هنا أدعو للكفّ عن الأحلام، ولو فعلتُ فمن ذا سيُنصتُ لي؟!
التوقفُ عن الأحلام توقفٌ للحياة.!
والعيش من أجل أهدافٍ وغاياتٍ سامية نسعى لتحقيقها، هو الحياةُ الحقيقية بعينها، فمن نحنُ بلا تلك الأهداف والغايات؟!
لكن يا أعزائي، مع الجِدّ والعمل لابد أن نعيش بالفرح والأمل.!
فما الذي يَحُول بيننا وبين أن نسعى لتحقيق طموحاتنا وأمنياتنا، وفي ذات الوقت نعيش مستمتعين بلحظتنا الراهنة؟!
ثم إننا نَمضي في دروب الأحلام، لتحقيق أمور تجلبُ لنا السعادة، فكيف نسير إلى السّعادة بثياب التشاؤم السوداء، وأردية الخوف الدّاكنة؟!
يمكن تفهُّم المخاوف والهواجس التي تبقى في مستوياتها الطبيعية، وهي من الغرائز البشريّة المقبولة، لكن لا بد أن نبقى متيقّظين، حتى لا تزحفَ مساحةُ السواد وتغطّي لوحةَ حياتِنا.!
من قراءاتي القديمة، هذه الحكمة العميقة في معناها والمهمّة في مدلولها:
وأنتَ في طريقك للبحثِ عن حياة، لا تنسَ أن تعيش.!
فهيا بنا نطيرُ على غيمات الأمل، ونرسمُ أمانينا بلونٍ أخضر بهيج، ونفتحُ صُدورَنا لأوكسجين الحياة المُنعِش، ولا نبقى قابعين في محطّات الانتظار الباردة الكئيبة، أَطلِقوا لخيالاتكم العنان، وتأمّلوا الخيرَ من ربٍ كريم، وسعَتْ رحمتُه تعالى كلَّ شيء، وامتلأتْ خزائنُه بوافرِ العطاء.!
ـــــــ
نقلاً عن صحيفة مكَّة (الورقيّة)

للمزيد من المقالات يمكنكم لمس صورة الكاتب الشخصية أعلى الصفحة.

للتواصُل مع الكاتب:

تويتر yba13@

بريد إليكتروني:
anayba2013@gmail.com
ـــــــ
*كاتب بصحيفة مكَّة (الورقيّة)
في صفحة الرأي
كل أربعاء

هناك 10 تعليقات:

  1. يوسف بخيت الزهراني
    الباحة ـ المملكة العربية السعودية

    أهلاً بأصدقاء الحرف، وشُركاء المتعة المعرفية.!
    ماأسعدني بهذه المصافحة الأسبوعية، لعقولكم الحاضرة وقلوبكم النقيّة.!
    أيها الأعزاء جميعاً
    كم تغرقوني بتعليقاتكم الصادقة في حسابي بتويتر، وفي مدونتي هنا.!
    وأنا مع كل ماتقولونه ياساكني الروح؛ ينعقد لساني وتتوارى أبجديتي حياءً من كلماتكم، فأكتفي حينها بإعادة التغريد (الريتويت) شاكراً وممتناً لكم سماحة أخلاقكم وثقتكم بصاحبكم سفير الأمل.!
    وتأكّدوا تماماً أنكم تمثلون لي هاجساً فكرياً محبباً ومستعذَبا، فبقدر ماتحمّلوني من ثقة ومحبة لامحدودة، بقدر ماأستشعر واجبي الفكري المعرفي، في إسعادكم بتغريداتي، وكذلك بمقالي الأسبوعي في الغالية صحيفة مكَّة الورقيّة، وهو المقال الذي أخوض معه معركةً عقليةً نفسيةً طاحنة، تنتهي غالباً بانتصاري ولله الحمد في كل مرة، والسبب معلوم، وهو بعد توفيق الله تعالىوكرمه سلاح محبتكم المذهل ودعمكم الكبير لي.!
    أدام اللهُ وفاءَكم أيها الأنقياء.
    وإلى لقاء قريب يزدادُ بهاؤه بنوركم، ودهشة حضوركم ياأعز الأصدقاء..
    تقبّلوا عظيم محبّتي ووافر تقديري.

    ردحذف
  2. عبدالله المسعودي - مكة المكرمة

    أهلا أهلا أهلا
    بصاحب الفكر الأرقى والقلب الأنقى
    الأستاذ يوسف بخيت الزهراني
    سفير الأمل
    ماهذا يا أبا خالد؟!
    تغيب عنا أسبوعا كاملا؟!
    ألا تعلم بأننا نحتاج قلمك الوجداني الصادق الذي
    يبث فينا روح التفاؤل والأمل
    ليتك تحاول مع صحيفة مكة وتكتب لنا مرتين في الأسبوع على الأقل
    حتى تعليقك هنا بين محبيك القراء حكاية لوحدها
    فأنت مبدع في مقالك وتعليقك رعاك الله

    ردحذف
  3. أسماء الخياط - تونس

    الأستاذ يوسف الزهراني المحترم
    أتابع حروفك هنا في تونس بمحبة وغبطة
    تعرفت على قلمك الجميل من تويتر، أنت إنسان صادق لأن كلماتك تدخل القلب
    وتستقر فيه، لتبث الطمأنينة والسعادة
    شكرا لك من هنا من تونس تصلك في بلادك الرائعة المملكة العربية السعودية

    ردحذف
  4. محمد بشير - سوداني مقيم في لندن

    حضرة الأستاذ الفاضل
    يوسف الزهراني
    أقدر كثيرا هذا الإبداع الوجداني المحلق روعة في سماوات المحبة
    أسعدتني كثيرا كلماتك في هذا المقال، كما أنني قرأت مقالاتك الأخرى بسرور كبير
    واصل عطاءك يامبدع

    ردحذف
  5. خلود عمر - القاهرة

    أستاذي يوسف سلامي لك
    قرأت مقالك هذا بسعادة كبيرة، فهو يفيض بالصدق ويذكرنا بحياتنا المؤجلة
    التي مازلنا ننتظرها ونرهق أنفسنا للحصول عليها ونضيع لحظات البهجة بحجة العمل والجد
    فلسفتك عميقة وقلمك خطير ومبدع
    لك خالص مودتي

    ردحذف
  6. مريم علي - الكويت

    ياسفير الأمل
    ياأستاذنا العزيز
    يوسف الزهراني
    أتابع مقالاتك التي تصلني من صديقاتي في السعودية
    وأشعر في كلماتك بصدق عجيب نحتاجه من كل الذين يكتبون في الصحف والمجلات
    مقالاتك متعة للعقل وراحة للقلب وبهجة للحياة
    شكرا لك وبالتوفيييييق دائما

    ردحذف
  7. محمد الحمدان - الرياض
    يا أستاذ يوسف
    أنت كاتب عبقري، تسرق العقول والقلوب بكلماتك الصادقة
    ومشاعرك الصافية
    أما أفكار مقالاتك وعناوينها فهي قطعة من الفن والروعة والإتقان
    أتفق تماما مع الأصدقاء الذين يطلبون من حضرتك الكتابة أكثر من مرة في الأسبوع
    دمت في سلامة وإبداع!!

    ردحذف
  8. سارة محمد - جدة

    لا أقول إلا: حماك الله، حماك الله، حماك الله
    كم تسعدنا كلماتك
    كم تداوي جراحنا عباراتك
    كم تبعث فينا الأمل يااااسفير الأمل
    استمر في نشر هذا الحب وهذا العطاء
    ياصاحب الدهشة بكل أنواعها

    ردحذف
  9. استاذي واخي المبدع يوسف

    احسنت واجدت يامبدع واصل دائما هذا الابداع الذي يبهرنا ويعطينا البهجه ولك خالص شكري ودعواتي

    ردحذف
  10. شذى عبدالكريم / جده

    (المفردة جمال وهبه ربانية يؤتيها من يشاء رب الأرض والسماء)

    الله الله يا استاذ يوسف ما أروعك وما أبدع أسلوبك الذي كتبت به.

    مقال باذخ في عذوبتة، ورائع في إبداعه وبه أمل لاينتهي.
    ما أروعك حين تكتب،وكأنك تكتب بروحك قبل أصابعك فتمنح الحرف طيبا من إنسانيتك، وبصفاء روحك تلتمس واقعنا المر المؤلم فتشعل له شموع الأمل لتلملم الأشجان وتنثر بوجدانك الجميل أزهار الياسمين لتألق في قلوبنا نظرة الجمال.

    تحية تقدير لك تليق بقلمك وفكرك الراقي ياقامة أدبيه نفخر بها.

    سأكررها دوماً
    (مهما كانت الفكره لابد أن تخرج بتفائل وسعاده وأمل وأنت تقرأ للكاتب يوسف الزهراني)

    ردحذف