أوصيكُم بالدَّهشَة.!
يوسف بخيت الزهراني*
في البداية لابد من التفريق بين الاستغراب والدهشة،
فالاستغراب ردّة فعل، ناتجة عن تلقّي حواس الإنسان مؤثرات خارجية قد تكون غير مألوفة، وهو مسألةٌ نسبية، تختلف بين الشعوب، ومن فرد لآخر، وحتى بين الأشقاء بل التوائم.!
أما الدهشة أو الاندهاش، فهي شعورٌ لا يخلو من جرعة تزيد أو تنقص من الاستغراب، وهي في معناها الأهمّ والأعم، حالةٌ وجدانية تغمُر صاحبها بمشاعر لا متناهية، من السّعادة الممزوجة بالاستحسان وحتى الذهول أحيانا، لما تتلقّاه الحواس الخارجية والداخلية.!
وهنا يتبادر للذهن أسئلة من قبيل: ما مدى الاستعداد ليكون الإنسان مُدهشا؟!
وما مدى قابليته ليكون مُندهِشا؟!
والسؤال الأصعب: هل يمكن أن يكون الإنسان مُدهشاً ومندهِشاً معا؟!
يبدو أنني قد ورطتُ نفسي، في الإجابات عن الأسئلة الشائكة أعلاه، وأخشى ما أخشاه أن أُفتي وأنا بلا دهشة ولا اندهاش.!
ومع ذلك سأحاولُ الإجابة مجتهدا، من خلال رصيد تجربتي مع الدهشة والمدهشين وما أكثرهم.!
لنكون مدهشين أيها الأعزاء، على أحدنا أن يجلسَ مع نفسه (مع نفسه بالمعنى الفلسفي، وليس بالمعنى الشبابي المتداول.!) ويجيب عن هذه الأسئلة المهمة:
ماذا تعني لي هذه الحياة؟! وهل أنا أعيشها بالرضى والمحبة والعطاء؟! أم أنا دائم التذمّر كثير الجحود؟!
هل يلفتُ نظري شروق الشمس وغروبها كل يوم؟!
أم أنني أنشغلُ فقط بحرارتها وقت الظهيرة؟!
لا شك أن الانهماك في النظر إلى الجانب المُظلم من القمر، وعدم الالتفات - ولو قليلاً - لجانبه المضيء، هو أول موانع الدهشة والاندهاش، وهذا كله عكس التفاؤل، الذي يمنح صاحبه إشراقةَ الروح واتقاد الذهن وصفاء القلب.!
ومتى ما ظلّلت أشجارُ الإيمان والطمأنينة حياتَنا، زادتْ دهشتُنا وتزايد إدهاشنا، ومضينا في درب العمر نُدهش ونندهِش بلا توقف.!
تخيّلوا شكل الحياة بلا دهشة؟!
إنها ستبقى مجرد أفعال وأقوال مكررة، نمارسها برتابةٍ وملل.!
وللخروج من ذلك، لابد أن نغير زوايا النظر إلى الأشخاص والمواقف والأشياء، حتى تتبدّى لنا الجوانب الجميلة والمدهشة، انظروا لبيوتكم وعائلاتكم نظراتٍ مختلفة وإيجابية، فتّشوا عما يدهشكم فيهم، واصنعوا ذلك مع أقاربكم وأصدقائكم وبقيّة الناس، غلّبوا حُسن الظن في كل الأشخاص والمواقف حتى يثبت العكس.!
لا تصدّقوا أن افتراض سوء الظن هو المقدَّم دائما.
يقولُ لي أحدُ الأصدقاء المدهشين:
الاندهاش بداية التفكير الفلسفي، ويضيفُ ناصحاً:اندهِش أكثر لتَفهم أعمق.!
وأنا بدوري أقولُ له ولكم:تعجبني الدهشة، ويُذهلني المدهشون، فعيشوا للدهشة وبالدهشة، وكونوا مُدهِشين مندهشين.!
ـــــــ
نقلاً عن صحيفة مكَّة (الورقيّة)
للمزيد من المقالات، يمكنكم لمس صورة الكاتب الشخصية أعلى هذه الصفحة.
للتواصُل مع الكاتب:
تويتر yba13@
بريد إليكتروني:
anayba2013@gmail.com
ـــــــ
*كاتب بصحيفة مكَّة (الورقيّة)
في صفحة الرأي
كل أربعاء.
يوسف بخيت الزهراني
ردحذفالباحة - المملكة العربية السعودية
السلام عليكم جميعا أيها المدهشون والمدهشات
كم تزداد دهشتي بكم يوما بعد آخر.!
فشكرا لكم ولحسن ظنكم بصاحبكم، وهنيئا لي بهذه الصحبة الثمينة مع أناس بروعتكم ودهشتكم.!
لا أنسى أن أكرر شكري وأؤكد محبتي، لكل من يهتم بما أكتب معلقا باستحسان ومحبة، أو ناقدا بنصيحة.
فبكل ذلك يتزايد عطائي، وتستمر خطواتي في طريق الإبداع، لكن لي طلب واحد عند حضراتكم.!
ابقوا معي ليزيد إشراقي بكم، وكونوا معي لأدهشكم وتدهشوني، ولنصنع معا عالما كبيرا من المحبة والتفاؤل، والمزيد المزيد من الدهشة.!
محبكم: يوسف
طريقة التعليق على المقال هكذا:
الذهاب تحت المقال
ثم نختار إرسال تعليق
ونكتب التعليق الذي نريده
ثم نذهب إلى خانة:التعليق باسم
ومنها نختار: مجهول
وربما وضع علامة صح في مربع صغير
أو إدخال رمز بحروف إنجليزية
ثم:نشر
وبالتوفيق للجميع.
محمد عبدالكريم من الرياض
ردحذفأستاذنا يوسف
أدهشتنا بروعة كلماتك، وأسعدتنا بهذا الأسلوب المتميز في كتابك
لك مني كل الشكر والتقدير والمحبة
وأنا حريص ومستمتع بقراءة مقالاتك في صحيفة مكة الورقية
والتي أجدها هنا في مدونتك الأنيقة
أو في حسابك الممتع في تويتر yba13@
دعواتي لك بكل الخير
محمد محمود القاهرة
ردحذفالأستاذ الكبير والكاتب المحترم يوسف الزهراني
قلمك مبدع وإحساسك صادق، وكلماتك تتراقص بكل سحر وتشويق
أسعدتني بدهشتك فلكل مني الشكر والمحبة
سميرة الغامدي - الدمام
ردحذفإحساس صادق / قلم مبدع / دهشة كبيرة
هذا هو باختصار كاتبنا الجميل
الأستاذ المحترم يوسف الزهراني
رباب الباردي من تونس
ردحذفحضرة الأستاذ المحترم يوسف الزهراني
أتابع كتاباتك الوجدانية بكل تقدير
وألاحظ التميز في الأسلوب والتنوع في الأفكار والذكاء في إقناع القارئ
شكرا جزيلا وبالمزيد من التوفيق
عبدالله المرزوق - الكويت
ردحذفالأخ العزيز والكاتب المتميز يوسف الزهراني
حروفك ساحرة ومعانيك باهرة ونيتك طاهرة
أشكر صحيفة مكة الورقية التي أبهجتنا بقامتك الأدبية الشامخة
دعواتي لك بمزيد العطاء
وأنا أتشرف بمتابعة حسابك
في تويتر yba13@
توفيق محمد - طالب سعودي مبتعث في أمريكا
ردحذفتعجبني الدهشة، ويُذهلني المدهشون، فعيشوا للدهشة وبالدهشة، وكونوا مُدهِشين مندهشين.!
لو لم تكتب إلا هذا السطر ياأستاذ يوسف لكفاك إبداعا
شكرا جزيلا لحضرتك
سارة فتيحي من جدة
ردحذفإبداع إبداع إبداع
كم تمنيت أن لاتنتهي سطور مقالك أستاذي
فقد سرحت بأفكاري وأحاسيسي معك في عالم الدهشة
وأسعدتني عباراتك كثيييرا
خالد الغامدي - الباحة
ردحذفرووووعة ياأستاذ يوسف
مقالاتك خفيفة على العقل والقلب
أسلوبك يشد القارئ بسحر عجيب
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
استمر يا حبيبنا
خالد العليمي - مصري مقيم في كندا
ردحذفمقالك يا أستاذ يوسف عن الدهشة من أمتع المقالات التي قرأتها
ألاحظ تميزك في كل شيء ماشاء الله، اللغة، الأسلوب، خفة الدم، وكل ذلك يسعد القارئ
ويجعله يتابعك دائما..
شذى عبدالكريم /جده
ردحذف"القطعة الأدبيّة لا تلمس دواخل القارئ إلا إذا انفجرت من صميم الكاتب فالكلمات التي تلمس قلوبنا بهذه السلاسه هي كلمات تنبع من وجدان عميق ولا تصل لهذه المرحله من الإبداع إلا إذا لامسها إحساس رآقي لتصبح تحفة ثمينه في متحف الحياه.."
انتقائك لاسم آلمقال رآئع "مدهش" إلا فاق حدود الروائع "والدهشه" ،، الإبداع شيء لأيُستغرب منكِ أقدامك على التميز مع كل مقال يغرس في قلوبنا السعاده..
أعي حجم الجهد الذي تبذله لصهر أفكارك لتنتج لنا مقالاً إيجاب ذي تأثير وجداني وإنساني واسع النطاق بكل مايحمل من أسلوب "مدهش" ينبض بالمفردات الجميله ذو الانتقاء الفريد فيجذبنا لقراءته أكثر من مره من شدة روعته وجمال مكوناته الغنيه بالايجابيه..
إلى مزيدا من الإبداع وزدنا من هذا يا استاذ ولاتبتعد كثيرا.
لك كل التقدير وتقبل تحياتي..
يوسف عبدالكريم..
ردحذفأدهشني مقالك الرائع و سسررت بقرائته
دام قلمك يكتب كل مفيد.
لك مني فائض الاحترام
منـال/مكة
ردحذفادهشتنا بمقالك يامُدهش..
دوماً تملك قلم مُضيئ..وانامل جريئة..وحروف فولاذية..
دمت يامبدع ودام نقش حروفك..
كاتب مدهش بإسلوبك المندهش
ردحذفشكراً لك من الأعماق يامن كتتب منا ولنا
أستاذ يوسف بدون مجاملات انت في نظري كاتب نخبوي - من نخبة الكتاب حينما يكتب بلغة الروح والجسد
دمتم بود ياصديقي