الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

صِناعةُ الفَرح.!

صِناعةُ الفَرح.!

يوسف بخيت الزهراني*

الصناعةُ كل علم أو فن مارسه الإنسان،حتى يمهر فيه ويصبح حرفةً له.
ذلكم هو تعريف الصناعة، أما معنى الفرح فلا أظنه يخفى على أحد،حتى الإنسان الذي تجرّع كميةً كبيرة من التعاسة في حياته،فهو أدرى الناس بالفرح، وإن تناول منه ملعقةً صغيرة؛فستغدو في فمه أحلى من الشهد.!
هيا بنا ننطلق للحديث عن صفات أحبابنا صانعي الفرح،وماالذي جعلهم للفرح صانعين؟وللبهجة سفراء؟
أهم تلك الصفات وأولاها: الذكاء.
فصانع الفرح شخصٌ متّقد الذكاء،يتقن الربط المنطقي بين المواقف ودلالاتها البعيدة والقريبة،وبين المعاني المتعدّدة للجُملة الواحدة، بل يتوقّع النتيجة المضحكة لما سيقوله، أو ماسيفعله،مع حرصه الشديد على عدم إحراج أحد،وإن وقع منه ذلك سهوا،بادر بروعته إلى الاعتذار وإبداء الأسف.!
ولهذا أقول:الفرح صناعة لايتقنها إلا الأذكياء،أما الأغبياء فيسبّبون النكد لمجتمعٍ بأكمله،فاختاروا لأنفسكم مع من تكونون.!
ثاني الصفات لحبيبنا صانع الفرح،هي النية الصافية والروح الشفافة، التي ترسم ابتساماتٍ دائمة،وتنسجُ خيالاتٍ فاتنة،مملوءة بالضحك اللا منقطع.!
فالشخص الذي يحسن الظن بالناس لاأعداء له، وبدلاً من أن يشغل عقله وقلبه بالأحقاد، انشغل بالتأمّل في الحياة والناس،فأنتج لنا مفارقاتٍ كوميدية عن حياتنا، وكيفية تصرفنا بغباء في بعض المواقف،دون أن نشعر.!
وبالله عليكم،كيف لمن امتلأ قلبه سواداً أن يصنع فرحا؟! لاشك بأن فاقد الشيء لايعطيه.
وصانعو الفرح هم بشرٌ مثلنا،لديهم آلامهم وجروحهم،لكن سمو أرواحهم وتعاليهم فوق أوجاعهم؛جعلاهم يؤثرون نشر البهجة،بدلاً من الانطلاق في التشكي الذي لايرون فائدةً تُرجى منه،فما أجمَلهم من أُناس، وماأحرانا بأن نحافظ على علاقاتنا بهم.!
ودعوني أزيدكم من الشعر بيتا،ومن الدهشة قَصرا،وأخبركم بأن هناك نوعاً مميزاً من صانعي الفرح،إنهم المبهجون الحُكماء.
وهم أولئك الذين يخلطون الطرفة بالحكمة،ثم يعجنونهما بماء الوعي والتجربة الحياتية،ليطعمونا خُبز المعرفة والسعادة.!
مع هؤلاء نمارس أمرين رائعين:الضحك والتأمل.
وأنا لديّ واحدٌ منهم،إنه الصديق:صالح الزهراني، الذي تمتدّ معرفتي به لسنين عدة،وهو شخصٌ مذهلٌ بحضوره وتعاطيه للمواضيع،حيث يتناولها من زاويتين،الأولى: التحليل المنطقي بالحُجج والبراهين،والثانية:
تناول المواضيع بطريقة كوميدية تهكمية،وصولاً إلى إقناع المستمع،مع إغراقه في الضحك.!
ويتبادر للذهن هذا السؤال:
هل صناعة الفرح تقتصر على من كان ذكياً حكيماً فحسب؟!
وهو بلاريب سؤالٌ مشروع ورأيٌ مسموع، والإجابة عليه تكمل لنا فهم الموضوع.!
وجواباً أقول:لا،فبيننا الكثير من البسطاء،وهم رائعون ببساطتهم،
صادقون في حديثهم، يعلّقون على المواقف والأشخاص بأساليبهم البسيطة،فيصيبون كبد الحقيقة،وينتزعون ضحكاتنا بأيسر طريقة.! لكن الفرق بين أولئك وهؤلاء،كالفرق بين من يحترف لعب كرة القدم، ومن يُمارسها هواية.!
ــــــ
نقلاً عن صحيفة مكَّة (الورقيّة)

للتواصُل مع الكاتب:

تويتر yba13@

بريد إليكتروني:
anayba2013@gmail.com
ـــــــ
*كاتب بصحيفة مكَّة (الورقيّة)
في صفحة الرأي
كل أربعاء

الاثنين، 29 ديسمبر 2014

نِداءُ الحيَاة.!

نداءُ الحيَـاة.!

يوسف بخيت الزهراني*

نعم،للحياةِ نداءٌ توجّهه إلينا باستمرار،فهل نستجيبُ لها؟
وقبل ذلك،هل نسمعُها؟ صدّقوني،إنه في غاية الوضوح والعُذوبة.
وذلك النداء يرسلُ إلينا رسائلَه المباشرة في كل وقت،لكنّنا بإعراضِنا وصدودنا عنه،عمداً أو جهلا،نخسرُ الكثير.
وأول مانخسره هي الحياة الحقيقية نفسها، التي يُفترَض أن نعيشها.!
إن انغماسَ الإنسان في المادّيات والخصُومات بأنواعها يحوّله إلى كائنٍ استهلاكي بشِع،يسعى خلف ملذّاته التي لم ولن تنقضي.
وأنا هُنا لا أحرّم الحلال،وليس بوسع أحدٍ أن يفعلَ ذلك،لكنّني أدعو للتوازن مابين الروح والجسد.
فغلبةُ جانبٍ على آخَر تجعلُ الإنسانَ كائناً مرتبكاً في نفسه،وفي وسَطه الذي يعيشُ فيه.
أما التوازنُ الذي أعنيه هنا،فهو أن يكون الإنسانُ كائناً أرضياً وسماوياً في ذات الوقت.
كأنّني بسائلٍ ألمعيّ يسألني:كيف ذلك؟
والجوابُ يسير،وأيسرُ منه تطبيقه.
فالإنسان خلقه ربُّ العالمين من تُراب الأرض،ونفخ فيه من روحه عزَّ وجل.
وهكذا تتّضح الصورة،فأيُّ خللٍ بين هذين المكوّنين الأرضي والسماوي،سينعكسُ بالضرورة على حياة الإنسان ومعيشته، والسببُ هو الإنسانُ نفسُه.!
إن المفترَض بحضرة السيّد الإنسان،أن يستوعبَ دورَه الحقيقي في هذه الكُرة المستديرة الضخمة المملوءة ماء.
إنها أمُّنا الأرض التي جعلنا اللهُ تعالى خلفاءَه عليها،لنعمرها بالعلم والإيمان،والإبداع في كل ماهو نافع.
والعجَب كل العجب،هو تعالي أصوات المنادين للموت،وغلبة تلك الأصوات على المُنادين للحياة.
حتى ظهر مايمكن أن نسمّيه
بلا تردّد ثقافةُ الموت.
وظهرت معها بالضرورة ممارساتٌ تتنافى مع كل مايمت للإنسانية بأدنى صلة.
يقول الشاعر إيليا أبوماضي في قصيدته فلسفة الحياة:
أيُّ هذا الشاكي ومابك داءُ
كيف تغدو إذا غدوتَ عليلا؟!
إن شرَّ الجُناة في الأرضِ نفسٌ
تتوقّى قبل الرحيلِ رحيلا
هو عِبءٌ على الحياةِ ثقيلٌ
من يظنُّ الحياةَ عبئاً ثقيلا
والذي نفسُه بغيرِ جَمالٍ
لايرى في الوجُودِ شيئاً جميلا
لاأريدُ أن أقع في فخِّ الوعظ،وأنا لاأُحسنه،مع كثرة ممارسيه ليلاً ونهارا.!
لكن لديّ وصفةٌ حياتية مجرَّبة تتمثل في الاقتراب من الطبيعة، ومغادرة هذه المباني الخرسانيّة الصامتة والموحشة التي أفقدتنا أصواتَنا،وأصابت مشاعرنا بالبرود،بل بالتجمُّد.!
هذا هو مذهبي،معانقةُ الحياة بلهفةٍ ووَلَه.
فأنا أعتبرُ الحياةَ كأعزّ صديقٍ لي،أبوحُ لها بمكنون قلبي وهمومه،وأبثُّها لواعجَ مُهجتي،ولم أجد منها إلا كل صدقٍ ووفاء،فهي دائماً عند حُسن ظنّي بها،
بل إنني كلما أُخبرها عن نفسي أتفاجأُ بها تخبرني بالمزيدِ عن حالِها.!
حتى إنّني أكتشفُ من بعضِ أحاديثِها أن بها أوجاعاً لاتقلُّ عن أوجاعي.!
وعندما أنصتُ لشكواها أسمعُ منها الكثيرَ والمُثير في كل مرّة.!
عجباً لأمرِها من حياة.!
إذا ضحكتُ لها ضحكت لي، وإذا عبستُ في وجهِها ردّت عليّ بالمثل.
ومع ذلك سأظلُّ أُحبها، وأستجيبُ لندائِها في كُل حين.

نقلاً عن صحيفة مكَّة
(الورقيّة)

للتواصُل مع الكاتب:

تويتر yba13@

بريد إليكتروني:
anayba2013@gmail.com

كاتب بصحيفة مكَّة*
(الورقيّة)
في صفحة الرأي
كل أربعاء

الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

في عالَم الطفُولة.!

في عالَم الطفُولة.!

يوسف بخيت الزهراني*

  عندما كنتُ طفلا،تمنيتُ أن تمضي الأعوام حتى أكبُر وألِجَ إلى عالَم الكبار.
وكان لي ماأردتُ بطبيعة الحال.
تصرّمت السنون سريعا،غادرتُ دنيا الطفولة،ودخلتُ إلى هذا العالم الكبير،المليء بالكثير من الوحشة وبعض البهجة.
وبدون وعي مني،أخذتُ ألوم نفسي:
ماالذي جعلني أتمنّى تلك الأمنية؟!
وكأنّني إذا لم أتمنّها،فلن تحدُث عاجلاً أم آجلا.!
على كل حال،هذا ليس ندماً على الإطلاق.
فحياتي بفضل الله تعالى عامرةٌ بالبهجة،مُخضرّةٌ بالمحبّة،ويكفيني وجود أناسٍ يملؤون قلبي بالسرور ليلاً ونهارا،وهي نعمةٌ كُبرى أن يشعُر الإنسانُ بإنسانيته،ويجد لحديثه صدى يتردّد في قلوب محبّيه.
لكن ماأودّ قوله هنا،أن للطفُولة طعمٌ يختلف عن غيره من مراحل الحياة.
فمهما ذاق الإنسانُ في طفولته من الحرمان والآلام،إلا أن سنين الطفولة تبقى أبهى السنين.
كيف لا؟!وأقصى همّ الطفل ألعابُه وضحكاته.!
وأكبر مشاكله أن ينكسر جزءٌ من لعبته،أو أن يحين موعد نومه،وهو لم يقنع بما قضاه من وقت اللعب طوال اليوم مع رفاقه.!
من أصدق ماقرأتُ،هذه العبارة:
إذا أردتَ الهدوء والسّعادة،اجلس مع طفلٍ صغير أو شيخٍ كبير،فالأول لايعرفُ الدنيا،والثاني قد اكتفى منها.!
هل تتذكّرون طفولتكم؟!
كم كانت مليئةً بالمغامرة،معبأةً بالضحك،طافحةً بالسُّرور.!
حتى الصداقات التي كوّناها لاحقا،لاتعادل في قوّتها صداقات الطفولة،خاصةً مابقي منها واستمر.
ولأنني مازلتُ أحتفظ ببعض أصدقاء الطفولة،فسأخبركم عن نوعية أولئك الأصدقاء.
في الحقيقة،أنا لاأنظر إليهِم وإلى نفسي كأشخاصٍ ينقلون خطواتهم في سن الرجولة.
بل أراهم وأراني أطفالاً صغارا،فحين نجتمع نستغرق وقتَنا في حديث الذكريات،ويسأل أحدُنا الآخر:
كيف فعلتَ ذلك الفعل الأحمق في الملعب؟
أو:لماذا قلتَ تلك الإجابة الغبيّة في الصف؟!
ثم ننفجرُ في نوباتٍ لاتنتهي من الضحك والتهكُّم على بعضِنا،مترحّمين على تلك البراءة التي دفنَتْها الأعوام،ولم يبقَ لنا إلا ذكراها.!
لاأريد أن تُفهَم السطور السابقة،على أن بهجة الطفولة مضت بلا عودة.
فبداخل كل واحد منا نحن الكبار يوجد طفل،والخيار لنا في أن نرعاه أو نهمله.
ورعايته تكون بتمثُّل روعة إحساس الطفولة في قلوبنا،وتخفيف الركض على أديم الأرض.
وزيادةً على ذلك،لابد أن يكون للأطفال نصيبٌ مُعتبَر من أوقاتنا المُهدَرة.
الأطفالُ يربُّوننا أكثر مما نربّيهم،
ونتعلّمُ منهُم أكثر مما نُعلّمهم.
إنّها مَدْرسةُ الطفُولة.!
جالسوا أطفالَكم وأطفالَ أقاربكم،وشاركوهم حكاياتِهم وأحلامَهم.
انسجوا معهم من خُيوط الشمس أبهى الحُلل،وخذوا وإيّاهم من قوس قُزح أزهى الألوان،راسمين بها أروع اللوحات.!
اضحكوا مع الأطفال من قلوبكم،استوعبوا أحلامَهم الصغيرة،طيروا معهم فوقَ السَّحَاب،وادخلوا معهم كهوف الحكايات ودهاليز القصص،اركبوا معهم سُفن الأحلام،وأبحِروا إلى الجُزر البعيدة في خيالاتهم.!
عيشوا مع الطفُولة وللطفولة وفي عالَم الطفولة.!
كلا،لم تذهَب طفولتُنا،فطالما الأطفالُ يعيشون على هذه الأرض،فنحنُ معهم في طُفولةٍ دائمة.!

نقلاً عن صحيفة مكَّة
(الورقيّة)

للتواصُل مع الكاتب:

تويتر yba13@

بريد إليكتروني:
anayba2013@gmail.com

كاتب بصحيفة مكَّة*
(الورقيّة)
في صفحة الرأي
كل أربعاء.

الاثنين، 22 ديسمبر 2014

مع "مسَاعد" نحو الأمَل.!

يوسف بخيت الزهراني*

مع"مسَاعد" نحو الأمَل.!

الحياةُ فرصةٌ ثمينة،لزراعة الأملِ وصناعة السَّعادة.
وبعضُ الفُرص تفوتُ ويُمكن تعويضها،إلا هذا العُمر الذي نعيشُه،فإن ساعاتِه الماضية تُودّعنا إلى غير رجعة.!
كلُّنا سمِعنا منذ زمن،أُمنية الشاعر
أبي العَتاهية في بيتِه ذائع الصِّيت:
ألا ليتَ الشبابَ يعودُ يوماً
فأُخبرهُ بما فعلَ المشيب.ُ!
إن سنينَ العُمر تتسرّبُ منّا،كما يتسرّبُ الماءُ من راحةِ القابضِ عليه.
ومع عِلمنا التامّ بذلك،إلا أننا نُصِرُّ بحماقةٍ بشريّة أزليّة،على تَبديدِه في اللاشيء.!
هذا اللاشيء يشملُ قائمةً طويلة،تبدأُ بخِصام الإنسانِ مع نفسِه،مروراً بما يَحْدُث داخل بيته من توافه المُشكلات،وانتهاءً بخلافاته الدائمة مع أقاربه وجيرانه وبقية الناس.
حتى تغدو حياتُه مسلسلاً مأساوياً طويلا، لاتنتهي حلقاتُه إلا بموت بطل المأساة.!
وفي نهاية الطريق،يلتفتُ الإنسانُ خلفَ ظَهرِه،ويلمحُ فوات حياتِه كحلمٍ قصير في ليلةٍ أقصر.!
وإذا به يُحدِّثُ نفسَه بأسى:
ليتني فعلتُ تلك،ليتني تركتُ هاتيك، ليتني استمتعتُ بتيك!.
في إحدى الليالي تلقيتُ اتصالاً عزيزا،من الإعلامي القدير الأستاذ مساعد الخَميس،مُثنياً بكرم أخلاقه وحُسن ظنّه على ماأكتبه.
قلتُ له:أشكركَ يا أستاذ مسَاعد،وأعتزُّ بشهادتِك،لكن لاتُضيّع وقتَ حضرتِك معي،ولعلّك تجد من هو أكبر منّي سناً وأطول تجربة،فهؤلاء هم الذين يستحقون الثناء.
عاد الأستاذ مساعد ليقول:
اسمعني يايوسف،أنت أخٌ عزيز،وليست لي مصلحةٌ عندَك؛لأثني عليك وعلى كتاباتك،فما تكتبه يعبّر عنكَ بصدق ووضوح.
يتابع الأستاذ مساعد:
ياأبا خالد،والله العظيم،مهما يصِلُ إليه الإنسانُ من عِلمٍ ومالٍ وجاه،وهو
بلا خُلق حسَن ومعاملة راقية مع الناس،
فلا خير فيه ولافي عِلمه ولاماله ولاجاهه.
ويضيفُ أخي أبو سلطان:
انظُر معي لهذه الحياة الجميلة،التي لوّثناها بسُوء أفعالِنا وقبيحِ تصرُّفاتِنا،وكأنَّ الواحدَ منا لايعلمُ بأن مغادرتَه لها أسرع ممّا يتصوّر.
وماهو إلا سببٌ واحد،وينضمّ لقوائم الراحلين!.
ربما كان ذلك السببُ حادثاً مروريا،أو علّةً مرضيّة،أو حتى نومةً لايستيقظُ منها.!
ولو استطعتَ يايوسف،أن تملأ يومَك وليلتك بكل فعل طيّب فلا تتردّد ياصاحبي.
شكرتُ الأستاذ مساعد كثيرا،قبل أن يُنهي كلامَه معي.
ثم عدتُ لتأمّل حديثه الأخوي،وقلتُ لذاتي:
هذا حديثُ قلبٍ رائع،وليس بمُستغرَب من إنسان بروعة أبي سلطان،لكن أين الآذانُ التي تُصغي؟!
وأين العقولُ التي تَفهم؟!
وأين الناس التي تُحوّل هذا الحديث إلى سُلوكٍ يومي؟!
وبعد طُول تفكير وتأمُّل،وجدتني أردّد مع نفسي أبيات الشاعر إيليا أبو ماضي، والتي عنوانُها:
إن الحياةَ قصيدة.
يقولُ فيها:
ماللقبورِ كأنّما لاساكنٌ فيها
وقد حَوت العُصورَ الماضية؟!
طوت الملايينَ الكثيرةَ قَبلَنا
ولسوفَ تَطوينا وتبقَى خالية
أين المَها وعُيونُها وفُتونُها؟!
أين الجَبابرُ والمُلوكُ العَاتية؟!
زالوا من الدُّنيا كأن لم يُولَدوا
سَحقتْهُمُ كَفُّ القضاءِ القَاسية
إنَّ الحياةَ قصيدةٌ،أعمارُنا
أبياتُها،والموتُ فيها قافِية
متّع لِحاظَكَ في النُّجُومِ وحُسْنِها
فَلسوفَ تَمضي والكَواكبُ باقية.!

نقلاً عن صحيفة مكَّة
(الورقيّة)
17ـ12ـ2014م

للتواصُل مع الكاتب:

تويتر yba13@

بريد إليكتروني:
anayba2013@gmail.com

*كاتب في صحيفة مكّة
(الورقيّة)
في صفحة الرأي
كل أربعاء.