الأربعاء، 28 يناير 2015

في وداع المَلِك عبدالله رحمهُ الله

في وداع المَلك عبدالله رحمهُ الله

يوسف بخيت الزهراني* 

الإيمانُ بقضاء الله تعالى وقَدره، أقوى سلاح في معركة الحياة الطويلة، وهو خيرُ سلاح لمن جعله رفيقَه الدائم وصاحبَه الملازم.
أصابني نبأُ وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمهُ الله بصدمة وألم كبيرين، ولستُ الوحيد في تلك الصدمة وذلك الألم، فكل أبناء المملكة العربية السعُودية، والمقيمين على أرضها الطيّبة نالوا نصيبهم الوافر من ذلك الوجع.
ولأن الفَقد كان لرجُل بمكانة الراحل الكبير، فإن خارطة الألم قد اتّسعت لتشمل أوطان العَرب والمسلمين، ومحبّي السلام في العالم.
وقد ملأت أرقامُ الإنجازات التنموية للملك الراحل الصحف ووسائل الإعلام المتعددة، ولغة الأرقام لا تكذب، وكل منصف يعلم بأن السنين العشر الخضراء التي حكم خلالها مليكُنا الراحل هذه البلاد الشامخة، قد شهدتْ قفزات ضخمة، في شتّى نواحي الحياة الاجتماعية والتنموية.
ومع انشغال عقل الفقيد بتنمية الإنسان والمكان، إلا أن قلبه امتلأ عطفاً ومحبةً.
فمن منّا يَنسى دموعه الأبوية الصادقة، في احتفال أهالي منطقة القصيم في 2006/6/15م، وهو يَحتضن ويُقبّل الأطفال من أبناء وبنات الشهداء العسكريين، الذين توفاهم الله تعالى في مواجهة الإرهابيين العابثين؟!
وتعالوا معي الآن نقرأ هذه الكلمات، من خطابه في مجلس الشورى بتاريخ 2007/4/14م ومنها هذه الكلمات الخالدة:
(من حقّكم عليّ أن أضربَ بالعدل هامة الجور والظلم).
وقد تحقّق ذلك الوعد في تطوير مرفق القضاء، ولا عجب في ذلك من رجُل عاش للعدل وبالعدل.!
أما العبارات التي اخترقَت تفكيري وسكنت فؤادي منذ سبع سنين مضت، فكانت ضمن خطاب فقيدنا  الكبير، جعل الله الفردوس الأعلى منزله، وذلك في مجلس الشورى بتاريخ 2008/3/15م حين قال عليه شآبيبُ الرحمة:
(يَشهدُ الله تعالى أنّني ما تردّدتُ يوماً في توجيه النقد الصادق لنفسي، إلى حدّ القسوة المرهقة، كل ذلك خشية من أمانة أحملها، هي قَدري وهي مسؤوليتي أمام الله جلّ جلاله، ولكن رحمته تعالى واسعة، فمنها أستمدُّ العزمَ على رؤية نفسي وأعماقها...
ولنتذكّر جميعا، أننا مسؤولون أمام الله ثم أمام شَعبنا ووطننا، نستحضر في كل أمر قولَ الله تعالى:
"ولقد خلقنا الإنسانَ ونعلمُ ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد".).
هل رأيتم وسمعتم مسؤولاً يقول مثل هذه الكلمات المُغرقة في محاسبة النفس، وأخْذها بشديد اللوم، في خِطابٍ تنقله شاشات التلفزة على الهواء؟!
واليوم ثقتنا الكبيرة بلا حد، مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، فأنعِم وأكرِم بهم من قادة، خدموا الوطَن والمواطن بوقتهم وصحّتهم، وما زالوا على درب الحق سائرين.
رحم الله البطل المؤسّس الملك عبدالعزيز وأبناءه الملوك، وعاشت بلادُنا عزيزةً منيعةً في وجه كل حاقد، متمسّكةً بعُرى الدين الحنيف.
ـــــــ
نقلاً عن صحيفة مكَّة (الورقيّة)

للمزيد من المقالات يمكنكم لمس صورة الكاتب الشخصية أعلى الصفحة.

للتواصُل مع الكاتب:

تويتر yba13@

بريد إليكتروني:
anayba2013@gmail.com
ـــــــ
*كاتب بصحيفة مكَّة (الورقيّة)
في صفحة الرأي
كل أربعاء

الأربعاء، 21 يناير 2015

وتَستَمِرُّ الحيَاة.!

وتَستمرُّ الحيَاة.!

يوسف بخيت الزهراني

الحياةُ نهرٌ دائم الجريان،وشمسٌ تشرق بالأمل كل صباح،ذلكم النهر وتلكم الشمس،رسالتان واضحتان ودلالتان،ظاهرتان على استمرارية الحياة وتجدّدها،فمن لايتقدّم يتأخر،ومن لايتطور يتجمّد،ومن يتجمد فمصيره الموت.!
المشكلة أن بيننا أناسٌ أحياء شكلا،لكنهم ماتوا من دواخلهم،منذ سنين بعيدة.
تلك حقيقةٌ ساطعة ونظرية قاطعة،وقد شاهدتُ العديد من الحالات الإنسانية التي تُثبت صحتها.
فمع أول صدمة في حياة الإنسان اليائس،يتحوّل إلى شبح في ملابس إنسان،يخالط الناس وليس منهم،ويحدّثونه فلا يجيبهم،ويبقى على هذه الحالة حتى يوافيه الأجل،ليكون بذلك قد مات مرتين.!
فهل تلك المدة الزمنية التي عاشها-طالت أو قصُرت-تستحق أن تُسمى حياة حقيقية؟!
وصلتني على بريدي الإلكتروني رسالة،طلبت منّي  صاحبتُها أن أروي قصتها،لعلها تواسي حزيناً أو تداوي مجروحا،وإليكم القصة:
توفي زوجي رحمه الله بعد زواج استمر  13سنة،رُزقنا فيها بطفلين،في ليلة الاحتفال بذكرى زواجنا،وبعد أن أتممتُ الاستعداد لتلك الليلة،حضر زوجي وكان سعيداً بالمفاجأة.
تناولنا عشاءنا،وفجأةً أحسّ زوجي بألم شديد في بطنه،وقال لي:أشعرُ بأني لستُ على مايرام،اتصلتُ على أخي وطلبتُ منه الحضور سريعا.
في الطريق إلى المستشفى،وبينما كان زوجي مستلقياً على مقعد السيارة الخلفي،صرخ صرخةً شديدة،ثم انقطع صوته،وانقطعت معها أنّاته،لم أتوقع أن تلك الصرخة هي آخر صوت أسمعه منه.!
حضر أبي وإخواني إلى المستشفى،واصطحبني أحد إخواني إلى منزل والدي،وبعد ساعات لم أعد أتذكّر عددها،رجع أبي وإخواني للمنزل،وقالوا لي في حُزن:
أحسنَ اللهُ عزاءَك في زوجك.!
أنا بطبعي-وهذا من فضل الله تعالى عليّ-صاحبة قلب مملوء بالسكينة واليقين،وهذا ماتأكّدتُ منه حين تلقّيتُ خبر وفاة زوجي رحمه الله.
بدأتُ مرحلةً جديدة من حياتي،لاوجود بها لشخص اختاره قلبي،وأحببتُه بكل جوارحي،نعم،رحل زوجي غفر الله له،وهي الحقيقة التي بدأتُ أتعايش معها من لحظة تلقّي ذلك الخبر المؤلم.
وكنتُ أردّد باستمرار،وعن إيمان ويقين،هذه العِبارة:
الدنيا لن تقف على فقدان أي شخص مهما كان.
فدائماً في الحياة متّسع،مادامت قلوبنا تنبض بالحُب والتفاؤل والأمل.!
ثم تحكي صاحبة الرسالة هذا الموقف:
تمّت إقامة حفل للأيتام،بمدرسة ابني الذي يدرس بالصف السادس الابتدائي،كلّمني أخي الذي يعمل بذات المدرسة،وقال لي في الهاتف:اليوم ترك ابنك زملاءَه الأيتام،فسألتُه بحضور عدد من المدرسين:لماذا لاتبقى مع زملائك؟
فأجاب:ياخالي،لم أشعُر في حياتي باليُتم،وأنا لي أمٌ مثل أختك.!
يقول أخي:اغرورقت عيون المعلمين بالدموع،بينما ارتسمتْ على وجه ابنك أجمل ابتسامة.!
تختتم صاحبة الرسالة حديثها قائلة:في ذلك اليوم وبعد عودة ابني للمدرسة،سألتُه عن القصّة،فقال:نعم ياأمي،فعلتُ ذلك عن قناعة تامّة،واسمحي لي أن أطلبك طلباً صغيرا.!
قلتُ له:عيوني لك ياحبيبي،أخذني ابني في حضنه وقال:
أمي،أريدك مُبتسِمةً دائما.!
فقلتُ له:طلبك مُجاب ياحبيبي،وأنتَ أيضاً ياعزيزي،عِش طفولتك وشبابك وحياتك كلها بسعادة.!
هكذا تنتهي صاحبةُ الرسالة من حديثها،ويبدو أن رسالتها تعبّر عن مضمونها الإنسانيّ الرائع،بدون الحاجة إلى تعليق منّي عليها.!
ــــــ
نقلاً عن صحيفة مكَّة (الورقيّة)

للتواصُل مع الكاتب:

تويتر yba13@

بريد إليكتروني:
anayba2013@gmail.com
ـــــــ
*كاتب بصحيفة مكَّة (الورقيّة)
في صفحة الرأي
كل أربعاء

الأربعاء، 14 يناير 2015

الكلمةُ الطيّبة..لماذا لانقولُها؟!

الكلمةُ الطيّبة..لماذا لانقُولها؟!

يوسف بخيت الزهراني

عنوانُ هذا المقال هو تساؤلٌ قصيرٌ قديم،أشغلني زمناً طويلاً ومازال.!
وماسأقولُه لكم ليست إجابات عن هذا التساؤل،وإنما هي مجرّد احتمالات أضعها بين أيديكم،فاقبلوا منها ماتحبون،أو اتركوها كلها إن شئتم.!
لعل المجهود أو التعب،هو أول أسباب الامتناع عن قول الكلمة الطيبة،فهل الأمر كذلك؟
تعالوا نتأكّد،عندما يقول أحدُنا لمن أسدى إليه معروفا:جزاك الله خيرا،أو حتى كلمة:شكرا،فهل في قول ذلك مشقة؟!
الجواب بكل تأكيد:لا.
وبهذا نستبعد احتمال أن يكون المجهود مانعاً لقول كلمة طيبة.
هناك احتمال آخر،قد يمنعنا من النطق بحلو الكلام،
إنه الوقت،فهل هذا صحيح؟
ياترى،كم يستغرق من الزمن نطق كلمة:أحبك؟!
أو كم يلزمنا من الوقت لنقول:
أنا سعيدٌ برؤيتك؟!
يبدو أن أجزاءً من الثانية نقول فيها كلاماً طيبا،لن تكون هدراً كبيرا لأوقاتنا،التي نقضي ساعاتٍ منها في أمور لاتعود علينا بأدنى فائدة.!
طيّب،لربما كان الجَهل هو المانع دون أن نقول جميل الكلام،فهل بيننا من لايعرف الأثر الإيجابي للطيب من القول؟!أو لايعرف الأجر المترتب عليه من الله تعالى؟!
أنا أستبعد احتمال الجهل تماما،لأن الصغير والكبير يعرفان أهمية إلقاء السلام والتبسّم،وأن:"الكلمة الطيبة صدقة".
لقد بدأتُ أشعر بالحيرة فعلا،فإذا كنا لانبذل جهداً ولانستغرق وقتاً في  قول كلمةٍ نُسعد بها القريب والبعيد،مع إدراكنا التام لأهمية الكلمة الطيبة،وعظيم أثرها في نفس المستمع،فما عسى المانع أن يكون؟!
لاأظن أن المانع خيراً في هذه الحالة،كما نردّد دائما.
إن من يجد لسانه جافاً عن نطق عذب الكلام،ومعقوداً عن الشكر والتقدير للآخرين،فإني أتقدّمُ إليه بأحرّ التعازي وصادق المواساة،في فقدانه لجانب بالغ الأهمية من حياته،وكإنسان حيّ له روح وإحساس.!
وهل بقي لديه من الإنسانية شيء،وهو مجرد تمثال من الخزف لايَنطق جميلاً ولايداوي عليلا؟!
لاأريد من سائلٍ أن يسألني عن الدواء لهكذا حالة،فأنا أخشى كثيراً أن أكون:طبيباً يداوي الناس وهو عليلُ.!
لكني أعتقدُ جازما،بأن التسامح والتصالح مع الذات هو أول درجة في سلّم العلاج،فكل نفْس اطمأنّت بالسكينة،وكل قلبٍ فاض بالحُب،هما أحرى بأن يبذلا المودّة والخير للغير.
يقول الإمام الشافعي رحمه الله:
لما عفوتُ ولم أحقد على أحدٍ
أرحتُ نفسي من هم العداواتِ
وربما كان أحد الحلول تعويد الإنسان لنفسه الجميل من القول،حتى تألفه وتعتاده.
وهذه الوصفة ليست من عندي،بل من أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله الذي قال:
صلاحُ أمرك للأخلاقِ مَرجِعهُ
فقوّم النفسَ بالأخلاق تستقمِ
الكلمة الطيبة لاتستحق التأجيل،والمشاعر الصادقة لاتحتمل الكبرياء والاعتداد بالنفس أكثر من اللازم.
فهلمّوا بنا جميعا،نعبّر عن مشاعرنا بصدقٍ لاكذبَ فيه،وبمحبةٍ لاكراهيةَ معها،ناشرين بالكلماتِ العذبةِ عبيرَ المودّة وشذا البَهجة.!
ــــــ
نقلاً عن صحيفة مكَّة (الورقيّة)

للتواصُل مع الكاتب:

تويتر yba13@

بريد إليكتروني:
anayba2013@gmail.com
ـــــــ
*كاتب بصحيفة مكَّة (الورقيّة)
في صفحة الرأي
كل أربعاء

الأربعاء، 7 يناير 2015

أرجُوك افهَمني.!

أرجوك افهمني.!

يوسف بخيت الزهراني*

بين مايقوله المتحدّث وما يصل إلى أذن المستمع مسافة ليست بالقصيرة،وإن كانت أحياناً لاتتعدّى بضعة سنتيمترات!
تلكم هي مسافة الفهم والاستيعاب،التي تضيع معها وفيها الكثير من المعاني المقصودة.
وأنا ألخّص الأمرَ بهذه العبارة:
المسافة بين فمي وأذنك لاتُقاس بالسنتيمترات،بل تُقاس بفهمك لما أنطق به!
لكن ياترى،لماذا يَضيع أو يَغيب المُراد عن فهم المُستمِع،بالرغم من وضوح الكلام وحتى قوة نبرة الصوت؟!
يبدو أن أمامنا بابين للولوج إلى الإجابة
عن هذا السؤال/التساؤل:
أولهما بابٌ مصبوغ باللون الأسود،وذلك حين يكون المستمع من طائفة الأعداء أو محدودي الفهم،فهذان الصنفان يفهمان الحديث كما يشتهيان لاكما يقصد المتحدّث.
وهنا يصعُب بل يستحيل الإقناع،لأن الشخص من هذين النوعين،يجلس اختيارياً مع سبق الإصرار والترصّد على عدم الفهم،والحقيقة هنا أنه لايستمع بل يسمع.
والفرق بين الفعلين كبير،فالاستماع هو فعلٌ مقصود يمارسه الإنسان بغرض الاستيعاب،أما السماع فهو فعلٌ غير مقصود،تصل من خلاله الأصوات إلى الأذن،دون أن يكون لها اهتمام بالضرورة،بينما الإنصات أعلى درجة من السماع والاستماع،وهو استماعٌ مصحوب بالتأمّل فيما يُقال.
الآن دعونا ندخل من الباب الأبيض،فعندما يكون المستمع من دائرة أصدقائنا وأحبابنا،فالأمر قد لايختلف كثيرا!
لحظة من فضلكم،سأحاول الإيضاح من جانبي،واثقاً في الاستيعاب من جانبكم!
في هذه الحالة هناك مانعان مهمان يَحُولان دون الفهم:
أولهما:ضرب الأمثلة،
فربما كان الكلام واضحاً لكن اختيار المثال لم يكن موفقا،وهنا يقع التشويش على فهم المستمع ويغيب عنه المعنى المقصُود.
المانع الثاني:انشغال المُستمِع بتحضير الإجابة،وهذه حيلةٌ عقلية سلبية،نمارسها بكثرة،فالمستمع،وبدافع الانتصار لذاته وليس الوصول للحقيقة،ينهمك في التفكير،باحثاً عن ردّ على مايقوله المتحدث.
في حين أن المُفترَض الإصغاء للكلام،والانتظار ريثما تكتمل فكرة المتحدِّث،ومن ثم الرد عليها.
وهناك نوعٌ لطيف من الفهم،وهو موافقة المحب لمحبوبه مهما قال!
وهذا يدخُل في المقولة الشهيرة التي تصف الحُب بأنه أعمى،فالمُحِب يخشى مخالفة محبوبه،وبالتالي فقدانه،فيجعل موافقته فيما يقول نوعاً من إظهار المودّة له والتقرب إليه،وهكذا نتأكّد بأن (الخَرْفَنة) سلوكٌ قديم بدأ منذ قال امرؤ القيس:
أَغرّكِ منّي أن حُبكِ قاتلي
وأنكِ مهما تأمُري القلبَ يَفعلِ؟!
ومن أشهر القصص في سوء الفهم،قصة واضع علم العروض الخليل بن أحمد الفراهيدي،حيث دخل عليه ابنه وهو يقطّع الأبيات الشعرية،ويَزِنُها بحركاتٍ غريبة،فأذهله منظرُ والده وخرج من عنده مسرعاً يصيح بالناس ليدركوا أباه.
ولما عاد الابنُ ومعه بعض الأشخاص،ودخل معهم إلى أبيه بادر الخليل ابنَه قائلا:
لو كنتَ تعلمُ ما أقولُ عذرتني
أو كنتُ أعلمُ ماتقولُ عَذلتُكا
لكن جهلتَ مقالتي فعذلتَني
وعلمتُ أنكَ جاهلٌ فعذرتُكا.!

ــــــ
نقلاً عن صحيفة مكَّة (الورقيّة)

للتواصُل مع الكاتب:

تويتر yba13@

بريد إليكتروني:
anayba2013@gmail.com
ـــــــ
*كاتب بصحيفة مكَّة (الورقيّة)
في صفحة الرأي
كل أربعاء