صحيفة الرؤية الإماراتية
سؤال
يوسف بخيت
الحيَاة سؤال كبير، يصلُ إلى السعادةِ والنجاح مَن استطاعَ الوصولَ إلى إجابة هذا السؤال جُملةً وتفصيلا، وباعتقادي أنه ليسَ بذاك المستوى العالي مِن الصعوبة، كلّ ما في الأمر أننا بحاجة إلى الحكمة والمعرفة للإجابة الصحيحة عن السؤال، تماماً كما تغدو الأسئلةُ يسيرةً بين يدَي الطالب النبيه، الذي أحسَن الاستعدادَ لها.
صياغة السؤال فن أدبي رفيع، يستلزمُ فطنةً حاضرة وذوقاً رفيعاً وذكاءً اجتماعيا، وربما رفَضَ فلان أن يجيبَ عن سؤال ما، بينما سيجيبُ عن ذات السؤال لو تمّت صياغتُه بكلماتٍ أكثر تهذيباً وذكاءً، ولطالما استهلَك السائلون أدواتِ الاستفهام جميعاً، وأعرَضوا عن استخدام أهمّ أداتين مِن أدوات الاستفهام وهُما: كيف ولماذا.
ثَمّة أسئلة جيّدة، تَصنعُ آفاقاً للعقل، وتَدخلُ في باب الفضول المعرفي والبحث عن الحقيقة، وهناك نوع ضار مِن الأسئلة، يُفْضي إلى عواقبَ غير محمودة، ويفتحُ أبواباً للشرّ، ولولا هذه الأسئلة لبقيتْ تلك الأبوابُ موصَدةً باستمرار، يقول الله تعالى: ﴿يا أيّها الذين آمَنوا لا تَسألُوا عن أشياءَ إنْ تُبْدَ لكُم تَسُؤْكُم﴾.
يا رفيق الحرف، ليس بالضرورة أن نجِدَ إجابةً حاضرة لكل سؤال؛ قد تتأجلُ الإجابةُ لفترة مِن الزمان، أو لظرف مِن الظروف، وهذا ليسَ مبرراً مقبولاً للكفّ عن طرح الأسئلة، متى توقفْنا عن السؤال؛ فقد ركَنّا إلى ما لدينا مِن قناعات، واكتفينا بما نملكُ مِن معلومات، وربما كانت قناعات خاطئة ومعلوماتٍ قديمة.
تويتر yba13@
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حساب الكاتب في تويتر yba13@
حساب الكاتب في فيسبوك
https://m.facebook.com/ana.yba.5
بريد إلكتروني
anayba2013@gmail.com