صحيفة الرؤية الإماراتية
يوسف بخيت الزهراني
نسيان
النسيان طبيعة ملازِمة للإنسان، وهناك رأي يميل إلى أن مسمى إنسان مشتق من النسيان، قال الشاعر:
وما سُمّي الإنسانُ إلا لنَسْيِهِ
ولا القلبُ إلا أنهُ يتقلّبُ
وتعُودُ طبيعة النسيان إلى أبينا آدم عليه السلام، حيث قال الله تعالى عنه: ﴿ولقد عَهِدْنا إلى آدمَ مِنْ قَبْلُ فنَسِيَ ولَم نَجِدْ لهُ عَزْما﴾.
ليس النسيان ضاراً في جميع الأحوال؛ بل إن نعمة النسيان تُداوي عِللنا مِن أذى الناس ومرارات المواقف والأيام، وتمنح قلوبَنا وعقولَنا مساحةً كبيرة من الطمأنينة وهدوء البال، وتُهدينا تذكرة إياب إلى الحياة بنشاط متجدد وروح وثّابة، ولكم أن تتخيّلوا الحال لو بقينا أَسرى الذكريات السيئة أو الحزينة.
وماذا أفعل إذا كنتُ لا أستطيع النسيان؟، يتبادر هذا السؤال إلى أذهان الذين يسمعون عن النسيان، لكنهم لا يعثرون عليه، في حقيقة الأمر أنه لا يمكننا إنكار صعوبة الحل، بَيد أنه ليس مستحيلاً، وأهم خطوة لننسى ونتجاوز ما يؤلمنا أن نصرف التفكير عنه، وننهمك في أمور تصنع لنا ذكرياتٍ سعيدة.
يا رفيق الحرف، تتسرب بعضُ الوجوه والقصص سريعاً إلى ثقوب النسيان المظلمة، بينما تستمر وجوه وقصص أخرى حاضرةً حيةً في الوجدان، تأبى أن تغادر الحاضر، مستعصيةً بتفاصيلها على النسيان، استمرار الذكريات أو رحيلها يتوقف على ما تتركه من أثر فينا، ولا اعتبار لعُمر المعرفة بينك وبين أحدهم، بل الاعتبار لكونه شخصاً يَصعب نسيانُه.
تويتر yba13@
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حساب الكاتب في تويتر
https://twitter.com/yba13?s=03
حساب الكاتب في فيسبوك
https://m.facebook.com/ana.yba.5
بريد إلكتروني
anayba2013@gmail.com