السبت، 6 أكتوبر 2018

نسيان

صحيفة الرؤية الإماراتية

يوسف بخيت الزهراني

نسيان

النسيان طبيعة ملازِمة للإنسان، وهناك رأي يميل إلى أن مسمى إنسان مشتق من النسيان، قال الشاعر:
وما سُمّي الإنسانُ إلا لنَسْيِهِ
ولا القلبُ إلا أنهُ يتقلّبُ
وتعُودُ طبيعة النسيان إلى أبينا آدم عليه السلام، حيث قال الله تعالى عنه: ﴿ولقد عَهِدْنا إلى آدمَ مِنْ قَبْلُ فنَسِيَ ولَم نَجِدْ لهُ عَزْما﴾.
ليس النسيان ضاراً في جميع الأحوال؛ بل إن نعمة النسيان تُداوي عِللنا مِن أذى الناس ومرارات المواقف والأيام، وتمنح قلوبَنا وعقولَنا مساحةً كبيرة من الطمأنينة وهدوء البال، وتُهدينا تذكرة إياب إلى الحياة بنشاط متجدد وروح وثّابة، ولكم أن تتخيّلوا الحال لو بقينا أَسرى الذكريات السيئة أو الحزينة.
وماذا أفعل إذا كنتُ لا أستطيع النسيان؟، يتبادر هذا السؤال إلى أذهان الذين يسمعون عن النسيان، لكنهم لا يعثرون عليه، في حقيقة الأمر أنه لا يمكننا إنكار صعوبة الحل، بَيد أنه ليس مستحيلاً، وأهم خطوة لننسى ونتجاوز ما يؤلمنا أن نصرف التفكير عنه، وننهمك في أمور تصنع لنا ذكرياتٍ سعيدة.
يا رفيق الحرف، تتسرب بعضُ الوجوه والقصص سريعاً إلى ثقوب النسيان المظلمة، بينما تستمر وجوه وقصص أخرى حاضرةً حيةً في الوجدان، تأبى أن تغادر الحاضر، مستعصيةً بتفاصيلها على النسيان، استمرار الذكريات أو رحيلها يتوقف على ما تتركه من أثر فينا، ولا اعتبار لعُمر المعرفة بينك وبين أحدهم، بل الاعتبار لكونه شخصاً يَصعب نسيانُه.

تويتر yba13@

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حساب الكاتب في تويتر

https://twitter.com/yba13?s=03

حساب الكاتب في فيسبوك

https://m.facebook.com/ana.yba.5

بريد إلكتروني

anayba2013@gmail.com

السبت، 29 سبتمبر 2018

سؤال

صحيفة الرؤية الإماراتية

سؤال

يوسف بخيت

     الحيَاة سؤال كبير، يصلُ إلى السعادةِ والنجاح مَن استطاعَ الوصولَ إلى إجابة هذا السؤال جُملةً وتفصيلا، وباعتقادي أنه ليسَ بذاك المستوى العالي مِن الصعوبة، كلّ ما في الأمر أننا بحاجة إلى الحكمة والمعرفة للإجابة الصحيحة عن السؤال، تماماً كما تغدو الأسئلةُ يسيرةً بين يدَي الطالب النبيه، الذي أحسَن الاستعدادَ لها.
صياغة السؤال فن أدبي رفيع، يستلزمُ فطنةً حاضرة وذوقاً رفيعاً وذكاءً اجتماعيا، وربما رفَضَ فلان أن يجيبَ عن سؤال ما، بينما سيجيبُ عن ذات السؤال لو تمّت صياغتُه بكلماتٍ أكثر تهذيباً وذكاءً، ولطالما استهلَك السائلون أدواتِ الاستفهام جميعاً، وأعرَضوا عن استخدام أهمّ أداتين مِن أدوات الاستفهام وهُما: كيف ولماذا.
ثَمّة أسئلة جيّدة، تَصنعُ آفاقاً للعقل، وتَدخلُ في باب الفضول المعرفي والبحث عن الحقيقة، وهناك نوع ضار مِن الأسئلة، يُفْضي إلى عواقبَ غير محمودة، ويفتحُ أبواباً للشرّ، ولولا هذه الأسئلة لبقيتْ تلك الأبوابُ موصَدةً باستمرار، يقول الله تعالى: ﴿يا أيّها الذين آمَنوا لا تَسألُوا عن أشياءَ إنْ تُبْدَ لكُم تَسُؤْكُم﴾.
يا رفيق الحرف، ليس بالضرورة أن نجِدَ إجابةً حاضرة لكل سؤال؛ قد تتأجلُ الإجابةُ لفترة مِن الزمان، أو لظرف مِن الظروف، وهذا ليسَ مبرراً مقبولاً للكفّ عن طرح الأسئلة، متى توقفْنا عن السؤال؛ فقد ركَنّا إلى ما لدينا مِن قناعات، واكتفينا بما نملكُ مِن معلومات، وربما كانت قناعات خاطئة ومعلوماتٍ قديمة.

تويتر yba13@
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حساب الكاتب في تويتر yba13@

حساب الكاتب في فيسبوك

https://m.facebook.com/ana.yba.5

بريد إلكتروني

anayba2013@gmail.com

السبت، 22 سبتمبر 2018

اليوم الوطني السعودي

صحيفة الرؤية الإماراتية

يوسف بخيت الزهراني

اليوم الوطني السعودي

السبت 22 ـ 9 ـ 2018 م

     لم يكن يوم 23 سبتمبر مِن عام 1932 م يوماً عادياً في حياة السعوديين؛ فهو اليوم الذي أُعلن فيه عن تسمية المملكة العربية السعودية بهذا الاسم، وفي هذا اليوم مِن كلّ عام يستذكر أبناءُ المملكة ما تحقق مِن وحدة عظيمة لبلادهم على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله رحمةً واسعة.
تأتي أهميةُ الدول مِن أهمية أدوارها، والمملكة العربية السعودية دولة رائدة وقائدة في محيطها الخليجي والعربي، ولا يمكن إغفال أهميتها على المستوى القارّي والدولي، ترعى المملكةُ شؤونَ المسلمين في مكة والمدينة، ويمتد عطاؤها إلى المسلمين والعرب وغيرهم في جميع أنحاء الدنيا، وتُسهم بفعالية في عجلة الاقتصاد والسلام ودعم المبادرات الإنسانية.
تخطو المملكة العربية السعودية اليوم خطواتٍ واثقة نحو المستقبَل بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رعاه الله، وسموّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز سدّده الله، ولسمو ولي العهد عِبارة توضّح مدى رغبته في التغيير الحقيقي والإيجابي، حيث قال: في حال كان الشعب السعودي مقتنعاً بالتغيير فعنان السماء هو الحدّ الأقصى للطموحات.
إنما تنهضُ الأوطانُ بأبنائها وبَناتها مِن جيل الشباب، وهذا لا يتحقق إلا باكتساب أسباب القوة، بأن يتسلحوا جميعاً بالعِلم والمعرفة، ويكتسُوا بحُلل الأخلاق الفاضلة، ويتمكنوا مِن لغة العصر على مستوى التقنية، ويصلوا إلى مصادر المعلومات المتجددة باستمرار، حفِظ الله المملكة العربية السعودية قيادةً وشَعباً وضيوفاً، وأدام عليها الخير، وجعلها منارةً للحُب والعدل والجَمال.

تويتر yba13@

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حساب الكاتب في تويتر yba13@

حساب الكاتب في فيسبوك

https://m.facebook.com/ana.yba.

بريد إلكتروني

anayba2013@gmail.com